لا أَعرف مؤَسسةً علْميةً أَكاديميةً جليلةً قامت في مئوية كتاب “النبي” ما قامت به الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU، بتنظيمها عبْر “مركز التراث اللبناني” فيها، مؤْتمرًا دُوَليًّا استثنائيًّا تدعو إِليه غدًا الإِثنين في حرَم الجامعة – بيروت، نخبةَ محاضرين لبنانيين وأَجانب اختصاصيين بجبران وتحديدًا بكتاب “النبي”.
وأَمس قرأْتُ في الصحف برنامج المؤْتمر غدًا الإِثنين في خمس جلسات أَكاديمية نقاشية تبدأُ في التاسعة صباحًا وتنتهي في الخامسة عصرًا بقراءات مُمَسْرَحة من هذا الكتاب الخالد.
فماذا يضمُّ هذا المؤتمر الكبير؟
في الجلسة الافتتاحية كلماتٌ لرئيس الجامعة الدكتور ميشال معوّض والدكتور فيليب سالم (هيوستن) والشاعرة مي الريحاني (واشنطن)، وعرض فيلم قصير من وحي “النبي”.
في الجلسة الأُولى يتحدَّث المحامي والكاتب أَلكسندر نجار عن ظُروف ولادة “النبي”، ويعرِض مدير متحف جبران في بشري جوزف جعجع ظروف “النبي” في المتحف.
في الجلسة الثانية يكشف الباحث الإيطالي فرنشسكو ميديتشي “وثائق مجهولة عن جبران الناشط السياسي” في عصره، ويستعرض الباحث البلجيكي فيليب ماريسيل “الفروقات والتغييرات الجبرانية المختلفة” بين طبعة وأُخرى من طبعات “النبي” المتتالية.
في الجلسة الثالثة يتحدَّث الدكتور عدنان حيدر (من جامعة أَركنصا الأَميركية) عن “معنى المعنى في تقْنية الترجمة – كتاب “النبي” نموذجًا”، وتروي الباحثة البلغارية مايا تسينوفا تجربتها “أَمام حضرة جبران بين رفوف مكتبته داخل في متحفه في بشرّي”.
في الجلسة الرابعة تبحث الدكتورة نجوى نصر عن “نبي جبران وأَنبياء في لغات”، وتُفصِّل الدكتورة مايا الحاج تحديات الترجمة الأَدبية – ترجمة “النبي” نموذجًا، وتكشف الباحثة سُهى حداد عن “خيط الحرير الأَبيض بين جبران ونعيمة”.
في الجلسة الخامسة تتحدَّث الدكتورة إِيمان درنيقة عن “فن جبران فضاء للاندماج الثقافي” ويعرض الباحث فادي بلهوان رسومًا ومخططات وضعها خصيصًا من وحي عبارة جبران “غاية الحياة الاستمتاع بالجمال”.
وختامًا، من قاعة المؤْتمر ينتقل الحضور إِلى مسرح غولبنكيان في حَرَم الجامعة لمشاهدة عرض قراءات مسرحية من الترجمة الجديدة، أعدَّتْهُ وأَخرجته لينا خوري، بأَداء الممثل الكبير رفعت طربيه وَحَوله مجموعة من طلَّاب المسرح في الجامعة، مع مرافقة موسيقية حية على المسرح بإِعداد وتأْليف من إِيلي برَّاك. وفي نهاية العرض يتم توزيع “النبي” بترجمته الجديدة هديةً للمشاهدين.
إِنه عملٌ جليل في مئوية جليلة لكتابٍ جليل. وما ترجمتي الجديدة كتاب “النبي” إِلَّا احتفاءً بهذه المناسبة الكبرى التي تُثْبِتُ أَن الجامعة الراقية لا تزال الواحةَ الوُثقى التي إِليها ترتقي الأَعمال الخالدة الكبرى لتكون على مستوى لبنان الوطن الخالد، وها هي LAU تحتفل بمئوية “النبي” على مستوى جبران العالَمي الذي ذاق شهرةً عالَمية على حياته، وحين دنا من غروبها أَعلَنَ في صوت جهير: “لو لم يكُن لبنان وطني لاتخذْتُ لبنان وطني”. وفي هذا القول ما يدلُّ على أَن لبنان الوطن المبدع هو هو الخالد على مر الزمان.
هـنـري زغـيـب
email@henrizoghaib.com