حنينُ المرايا
يا حبيبي
وعَيتُ حبَّكَ فجراً
ضُمَّني فيه… لا يجيءُ مغيبي
طال ليلي
تعالَ بين الليالي
أجملُ العمر غفلةٌ للهروبِ
كلهم آسِري
وأنتَ خلاصي
هم حصاري
وأنتَ درب دروبي
كلما بي ضاق المدى
طار صمتي يعبر الليل هاتفاً:
– يا حبيبي!
***
يا حبيبي
في دفءِ صوتكَ أغفو
فينام المسا وتصحو الليالي
أيُّ بحرٍ من الحنان احتواني
أتملّى أمواجه في خيالي
سفرٌ أنتَ في حنين المرايا
ساكنٌ – مثلما السنونو – ببالي
كيف أخشى الزمان يعبر وجهي
وقوافيكَ يرتسمْنَ جمالي؟
***
يا حبيبي
قرأتُ عينيكَ سِفراً
وتصفحتُ ملتقانا كتابا
كان عمري يتيه طيَّ سرابٍ
صار عمري – بدون أنتَ – سرابا
قدَري أنتَ
مُدَّ لي فيكَ عمراً
موسم الحُب في دواليكَ طابا
سألَتْني مواسمي عن حصادٍ
أيها الحبُّ كُن حبيبي جوابا!
إحتراقٌ في قنديلٍ مُطفَأ
تسائلين
وبي حزنٌ من الشفقِ
– حتّامَ نَحجب نجوانا عن الأفق؟
حبيبتي
كان في حلمي لقاؤكِ بي حتى أتيتِ إلى حلمي على الحدَقِ!
من غمزة الضوء في عينيكِ يا قَمري سندخل الفجر
ذوبي فيه
وانعشقي
ما زلتِ تخشَين عمق البحر؟
هاكِ أنا سيف نضا وسْع مدِّ البحر فامتشقي
خلاص إبحارنا… ألاّ نشُكَّ به
ما غيرُ إيماننا يقوى على الغرقِ
لرُبَّ حزنٍ
هيولاهُ إلى فَرحٍ
ورُبَّ موتٍ
هيولاهُ إلى رمَقِ
لا تقلقي من لهيبِ الخوف يصهرنا
فلا سعادةَ دون الخوف والقلقِ!
***
حبيبتي
إنّ في عينيّ وعدَ رؤى. أحيا جمالاتها في نشوةِ الأرقِ
أخاف غدْر ترابي بي
فيخطفني
ويستعاد جمالي لي
بلا ألَقِ
في صمتنا تمتماتٌ… لا نبوح بها
ولا نوشوشها حتى الورقِ
تبَلسمي مرهم القنديل
ضَوْءَتَهُ
أخاف أن أنطفي فيه…
وتحترقي.