هنري زغيب
هجومُ جائحة كورونا على كوكب الأَرض، فرَضَ الحَجْر القاسي على معظم بلدان الكوكب، فتعطَّلَت فيه المرافقُ التجارية والمالية والاقتصادية، ومنها الثقافية. لكن التكنولوجيا الإِلكترونية عوَّضَت عن التعطيل بإِنشاء تطبيقاتٍ ومنصاتٍ يمكن الدخول إِليها عن بُعد من أَيِّ مكان في العالم إِلى أَيِّ مكان أَنَّـى كان. وهو ما بات يسمّى “الزيارة الافتراضية”.
من هذه “الزيارات عن بُعد”، ما أَنشأَتْه متاحف عالَمية كبرى كي لا تَحْرُم مرتاديها من بُلوغها أَنى كانوا في العالم، فيزوروها وهُم في بيوتهم: من كف يدهم على شاشة الهاتف المحمول، أَو من شاشة الكومپيوتر على مكتبهم.
بين هذه المتاحف العالَمية التي يمكن بلوغها من البيت، اخترتُ لقراء “النهار العربي” سبعة يزورونها بمجرد النقْر على الرابط فيدخلونها قاعةً قاعة، ويتأَملون الروائع فيها، ويُعاودون الزيارة ساعة يشاؤُون.
وهنا السبعة المتاحف، مع رابط كلٍّ منها للدخول إِليه.
- متحف اللُوڤر – باريس
نُواته من مقرٍّ جمع فيه الكونت دانجيڤيليه مديرُ أَبنية الملك تُحفًا من إِرث العرش. كان ذلك سنة 1775 لكنه افتُتح رسميًّا سنة 1793، في مبنى كان أَصلًا مكان إِقامة الملك وحاشيته. حاليًّا، في جميع الإِحصاءات، أَنه أَكثر المتاحف ارتيادًا في العالم لاحتوائه، على مساحة نحو 73 أَلف متر مربَّع، أَبرز الأَعمال الفنية والأَثرية مجموعةً من مختلف أَقطار الدنيا، تبلغ نحو 500 أَلف تحفة فنية من أَقدم التاريخ المصري والإِغريقي والروماني إِلى العصور الغربيَّة الوسطى فالقرن التاسع عشر. من هنا أَنه الأَغنى بين جميع متاحف العالم.
وهنا الرابط لزيارته الإلكترونية: https://www.louvre.fr/en/online-tours
- متحف الهرميتاج – سانت پيترسْبورغ
تصدم أَرقامه كأَنها من الخيال. هو الأَوسع بين 250 متحفًا في المدينة، وأَكثرها ارتيادًا (نحو 4 ملايين زائر سنويًّا). فيه نحو أَلف صالة عرض، و3 ملايين قطعة فنية وأَثرية. تأَسس سنة 1764 في مجمَّع ضخم أَثريّ تاريخيّ يعادل وحده (بمساحة 230 أَلف متر مربع) مساحات سائر المتاحف. من هنا أَنه أَوسع المتاحف إِطلاقًا، يضم معارض عدة في وقت واحد (في مساحة 66 أَلف متر مربع)، وقطعًا أَثرية إِغريقية ورومانية قديمة وأَعمالًا خالدة من أَعلام الرسم الفرنسي. وهو بين أَكبر ثلاثة متاحف في العالم مع اللوڤر في پاريس ومتحف الصين الوطني.
وهنا الرابط لزيارته الإِلكترونية: https://www.hermitagemuseum.org/wps/portal/hermitage/panorama/virtual_visit/panoramas-m-1/?lng=
3. متحف المتروپوليتان – نيويورك
هو على الجادة الخامسة الشهيرة في قلب نيويورك. تم افتتاحه في 20 شباط/فبراير 1972 بمجموعات حملها إِليه الـمُؤَسسون ثم من المتبرعين وهواة جمع التُحف الفنية، ثم بذل مديروه المتعاقبون جهودًا كبرى واتصالات عدة من أَجل اقتناء الأَعمال. وها هو اليوم يحوي أَندر التحف الفنية في العالم. يضمُّ نحو مليونَي تحفة من مختلف البلدان، بين أَقدم التماثيل البدائية القديمة وأَعمال رسامين فرنسيين خالدين، وفيه جناح خاص للأَزياء وتصاميمها.
وهنا الرابط لزيارته الإِلكترونية: https://www.metmuseum.org/art/online-features/met-360-project
- متحف اللوڤر – أَبو ظبي
هو أَحدث المتاحف تاريخيًّا، وعلى درجة عالية من الحداثة. صممه المبدع العالمي جان نوڤيل على صورة المدينة، مستوحيًا تصاميمه من بيئة أَبو ظبي وعراقة بيوتها وموقعها. جعل له قبَّةً فضية ذات كوكبة من النجوم المعدنية متطلِّعة جميعها صوب البحر. يضم المتحف 32 صالة عرض تحوي أَعمالًا خاصة بالمتحف، وأُخرى مستعارة من متاحف فرنسية. ويسعى دومًا إِلى اقتناء تحف عالمية عريقة ومعاصرة، من أَقدم التاريخ إِلى العصر الحديث.
وهنا الرابط لزيارته الإِلكترونية: https://www.louvreabudhabi.ae/en/Whats-Online/Art-from-Home
- المتحف التاريخي الوطني – موسكو
أَسسه سنة 1872 إيڤان زابيلين (كونت أُوڤاروڤ) ومعه خبراء سلاڤيون لتوثيق تاريخ روسيا ونشْره في صفوف الشعب لإِطلاعه على جذُوره، واحتفاءً بـجمْع التاريخ الثقافي للعاصمة الروسية. دشَّنه رسميًّا الأَمبراطور اسكندر الثالث يوم تتويجه في 27 أَيار/ مايو 1883 بِاسم “المتحف التاريخي الأَمبراطوري” ثم تغيَّر اسمُه إِلى “متحف اسكندر الثالث التاريخي” وبقي على هذا الاسم حتى ثورة 1917 حين عمد القادة السوڤيات إِلى تغطية تُحفِهِ بالجفصين لاعتبارها “بشعة”. وما إِلَّا بين 1986 و1997 حتى أُعيد ترميمُه إِلى شكله الأَصلي بموجوداته كما كانت. يضم اليوم خلف جدرانه القرميدية ملايين التحف الفنية، من قبائل سكنت تلك المنطقة قبل التاريخ الجليّ، حتى اليوم مع سلالة آل رومانوڤ.
وهنا الرابط لزيارته الإِلكترونية: https://en.shm.ru/
- المتحف الوطني – لندن
تـمَّ تدشينه في 10 أَيار/مايو 1824 . وكان أَصلًا بيت المصرفي اللندني هاوي الفنون الشهير جون يوليوس آنغِرشتاين الذي كان اشترى 38 لوحة ليؤَسس بها مجموعته الفنية، بدءًا من لوحات للرسام توماس لورنس الذي كان يستدين من آرغنشتاين مالًا لم يستطع إِيفاءه إِياه فكان يهديه لوحات. واستطاع مديرو المتحف المتتابعون لاحقًا جمع أَعمال جعلَتْه اليوم أَكثر المتاحف ارتيادًا في لندن. يضم مجموعات فنية من تحف التاريخ الإِنكليزي الغني خصوصًا للفترة بين خمسينات القرن الثالث عشر ومنتصف القرن العشرين.
وهنا الرابط لزيارته الإِلكترونية: https://www.nationalgallery.org.uk/visiting/virtual-tours
- متحف القصر الوطني – تايپه
بدأَ من تجميع تحف قديمة جدًّا ووضْعها سنة 1924 في مركز عرض الأَدوات القديمة (جنوبي المدينة المحرمة في بكين). وبعد تأْسيس المتحف الوطني عرفَت الصين موجة اضطرابات قاسية دعت إِلى نقل تلك التُحف سنة 1933 إِلى مكان آمن وبَعيد، بقيَت فيه نحو 32 سنة حين عادت إِلى تايبه (تايوان) كي لا تطالها الثورة الشيوعية.
بناؤُهُ في ذاته تحفة فنية. هو من عجائب الصين وآثارها الثقافية النادرة. تصميمُه قصر أَمبراطوري، يضم أَوسع مجموعات الحِرَف الصينية (نحو 700 أَلف) ونحو مليون ونصف مليون تحفة من مجموعة المدينة المحرمة عبر العصور القديمة والمتقدمة، خصوصًا من سلالَتَي “كينْغ” و”سونْغ”.
وهنا الرابط لزيارته الإِلكترونية: https://tech2.npm.edu.tw/720vr/enHome.html
كلام الصور:
- متحف اللوفر – باريس
- متحف الهرميتاج – سانت بيترسبورغ
- متحف الميتروبوليتان – نيويورك
- متحف اللوفر – أَبو ظبي
- المتحف التاريخي الوطني – موسكو
- المتحف الوطني – لندن
- متحف القصر الوطني – تايبه