هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

-16-

– 16 –

نزَلَتْ تجول في المدينة

تَصَوْمَعَ في انتظاره

كي يُغمضَ عليها عينيهِ

فَيراها أكثر

تَنَسَّكَ في تفكيره

كي يَسمعَ ريحة خَطَواتِها على الرصيف

إِِسْتَحْبَسَ في الوقت

كي لا يَمُرَّ فيَسْبُقَها

وهي، تجول في المدينة

ضِحْكَتُها

تُشَعْشِعُ بين الشجر والبشر

صوتُها

يُطِلُّ عليه بين الفِكر والفِكرة

قامتُها تَهْدُلُ مثلما يُحبُّها هو أَنْ

وعيناها زائغتانِ زائغتانِ

تَنظُران ولا تَرَيَان

لأنَّ حبيبَها

لن يُوافِيَها إلى صُدْفَةٍ في شوارع المدينة

وحين انتهتْ من جولتها الأُغْنُوجَةِ

وعادت إليه

حَلَّ عليه تَعَبُ الانتظار

فاستراحَ بعدَ ظُهْرِ قصيدةٍ

تقرأُها المدينةُ البحريَّةُ

عن صديقةِ البحر

قبل أن تُلقي رأسَها على صَدر الليل

وتَنَام!