الكلمة الأَحَبّ
ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟
للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.
كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟
هذه السلسلة: “الكلمة الأَحَبّ”، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و”لغات اللغة” انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.
بعد اثني عشر جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف أبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم، هنا الجواب الثالث عشر من رئيس “النادي الرياضي” في بيروت وأمين صندوق جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية المهندس هشام جارودي. هنري زغيب
email@henrizoghaib.com
__________________________________________
_____________________________________________________________________
13) هشام جارودي: الوفيّ
الأربعاء 1 أيلول 2010
بدءُ الحضارة والمعرفة، كلمة.
ومسيرةُ الحياة بدأت بكلمة.
وتنوّعَت بعدها الكلمات:
منها ما أسعَدَ، ومنها ما أتعَسَ وقهَر.
منها من ربح وانتصر، ومنها من خسِر ووَجِل.
ولكن… تبقى كلمةٌ في نفسي، تكبر مع العمر، وتعمُر في النفس.
والمحزن أنها ندرَت في هذا الزمن الرديء، لنُدرة صاحبها.
الـوفِـيّ!
نعم: ما أجمل وفاءَهُ، بدءاً بالوالدين (“وبالوالدين إحساناً”).
وما أجمل وفاءَهُ لِمَن علَّمَ ولو حرفاً:
“قم للمعلّم وَفِّهِ التبجيلا… كاد المعلّم أن يكون رسولا”.
وما أجمل وفاءَهُ لِمَن أَعطى فأَكرمَ وساعَدَ فأسعد:
للشاعر والأديب،
للرجال الرجال في وطنهم،
لِمَن أعطى من روحه وقدُراته لإسعاد الآخرين،
لِمَن رسَمَ بسمة الحبّ على شفاه التائهين،
لِمَن أعطى وطنه حُبّ لبنان وعشْق سمائه،
لِمَن شِعرُه ما زال يجول في خواطري وفي صدري!
لِمَن زرَع الحبّ في قلوب الآخرين،
لِمَن أنبَت زهراً في جنائن العاشقين.
كلمةٌ واحدةٌ تختصرُهُ:
فيها الحبّ والسعادة، فيها الزهو والكبرياء، فيها الشرف والمجد، فيها اكتفاء الذات وراحة النفس.
نعم: الوفيّ، هي “كلمتي الأحبّ”.
___________________________________________
*) الأربعاء المقبل- الحلقة الرابعة عشرة: ألكسندر نجار.