11 تشرين الثاني 2008 العدد 12735 السنة 37
لَم أتوقّع أن يأخذ مقال الأُسبوع الماضي من هذه الزاوية في “القبس” (“قبس من لبنان” رقم 81) كل هذه الردود التي وردَتْني إلكترونياً أو هاتفياً أو شفوياً، لِما كان فيها من تقميشِ عباراتٍ ساخرة أمضى وأفعل من السيف.
في هذا السياق، ومن جعبةٍ جانبية لأقوالٍ تَحمل حكمة السنوات، قالَها أو كتبَها أو أطلقَها معلومون ومَجهولون، أَقتطِف، لقراء “قبس من لبنان” اليوم، باقة أقوال تنضح بتجربة الشيوخ واستضاءات المستقبل، منها:
“إذا الكلام يأتي تلقائياً من الطبيعة، فالصمت يأتي إرادياً من الحكمة”.
ومنها: “حين الحياة تعطيك مئة سبب للبكاء، بادِلْها بألف سبب للابتسام”.
ومنها قول بيرل باك (1892-1973، وهي أول كاتبة أميركية تنال جائزة نوبل – 1938): “ذاتك الداخلية هي أفضل واحةٍ لعيشك وحدك بسلام، وفيها تَتَجدَّد ينابيعك لا الى جفاف”.
ومنها المثَل الأفريقي:”لا تتخلّوا عن المجاذيف قبل أن يبلغ المركب رمال الشاطئ”.
ومنها قول الرسامة والكاتبة جين مونيكا دفيدت: “طالما نَحن مهتمُّون برأي الغير فينا، يبقى الغير يَملكنا. وما سوى حين لا ننتظر رأْياً إلا من داخل ذاتنا، نكون نَملكنا فعلاً”.
ومنها قول الكاتب الألماني الكندي إيكهارت تول: “حين تكتشف الـ”أنا” في داخلك، يُمكنك الذهاب أَبعد منها “.
ومنها قول غاندي: “تطبيق مبدأ العين بالعين، يَجعل العالم كلَّه أعمى بلا عيون”.
ومنها قول الكاتب البلغاري عمران ميخائيل إيفانْهوف (1900-1986): “الحب تَجاذُبٌ بين تيارَين قويَّين، بين قطبَين متعاكسَين متكاملَين. ليس الجسد مُلْهِم الحب. الجسدُ يأتي ليُتوّج التيار الداخلي. ما يلهم الحب يبقى خفياً ولا يظهر ولا يُمكن تفسيره. لذا لا يَجب أن نعطي الجسد أهمية أكثر مِمّا هو على حقيقته. في لَحظة القبلة لا يتعانق الجسدان بل الروحان قبل الجسدَين، وما يشُدَّ اثنين في حالة الحب هو نبضُ الحياة بينهما. لذا، قبل أن يتجاذب جسداهما، يتجاذب التياران القويان في داخلهما، وبعدها يتجاذب الجسدان ليتوِّجا تَجاذُب الداخل”.
ومنها قول الدالاي لاما: “لن نَحصد السلام في العالَم حولنا، حتى نزرع السلام في داخلنا”.
ومنها قول الكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبري: “نبلغ الكمال لا حين نعجز عن إضافة أيّ شيء، بل حين نعجز عن حذف أيّ شيء”.
ومنها قول الكاتب والمربّي الأميركي شارل سويندول:”لا يُمكننا تغييرُ ماضينا. لا يُمكننا تغييرُ واقعِ أنّ الناس يتصرّفون بطريقة أو بأخرى. لا يُمكننا تغييرُ ما لا مفرّ منه. ما يُمكننا فعلُه هو اللعب على الوتر الوحيد الذي نَملكه: سلوكنا”.
ومنها قول الفيلسوف الأميركي وليم جيمس (1842-1910): “أكبر ثورة في جيلنا اكتشافُ أن البشر، بتغييرهم نَمَطية أفكارهم، يُمكنهم أن يغيّروا سلوك حياتهم”.
أقوال… أقوال… عندي منها الكثير بعد، لكنني أكتفي اليوم بِهذه الباقة، لعلّ فيها، لقراء هذه الزاوية (“قبس من لبنان”) قَبَساً لكل مَن ينتظر نقطةً من رجاء في صحراء العمر.