الكلمة الأَحَبّ
ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟
للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.
كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟
هذه السلسلة: “الكلمة الأَحَبّ”، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و”لغات اللغة” انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.
بعد تسعةٍ وثلاثين جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف أبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي وسمير عطالله وإلهام كلاّب البساط وأنطوان مسرّة وفاديا كيوان وريمون جبارة وسلوى الخليل الأمين وندى عيد وهنري العويط ومنير أبو دبس وندى الحاج ونجوى نصر وهناء الصمدي نعمان ووردة زامل ونُهاد نوفل وكريستيان أُوسّي وفؤاد الترك وشوقي بزيع وأسعد مخول وإيلي مارون خليل ومفيد مسوح ومحمد علي شمس الدين، هنا الجواب الأربعون من نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة لشؤون الثقافة والعلاقات العامة الشاعر سهيل مطر.
هنري زغيب
email@henrizoghaib.com
_______________________________________________
__________________________________________________
_____________________________________________________
40) سهيل مطر: أُحِبُّكِ
الأربعاء 6 نيسان 2011
أَحَبُّ كلمةٍ إلى قلبي: “أُحِبُّكِ”.
أَجملُ كلمةٍ نطقَت بها شفتاي: “أُحِبُّكِ”.
أَعظمُ كلمةٍ خطّها قلمي: “أُحِبُّكِ”.
لماذا استخدامُ المخاطَب المؤنَّث؟ هل استثناء للرجل فلا يقال: “أُحِبُّكَ”؟
لا. نحن خُلِقنا للحُبّ.
الرجل والمرأة معاً: الحياةُ لاثنين، لا مكان للمُفْرَد فيها.
أية صحراء ظالمة إن خَلَت الأرضُ من الحُبّ؟
كم أشعر بالصقيع… بالوَحدة… بالغربة… من دون حُبّ.
المرأة هي التي تمنح الحُبّ: ندى الحلاوة والبراءة والفرح.
لا أرى حياةً إلاّ من خلال عيني المرأة:
أُمّي كانت، أَم أُختي، أَم حبيبتي، أَم زوجتي، أَم ابنتي وصديقتي ومعلّمتي،…
لأجل أن تنتصر الدمعةً على السيف، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
لأجل أن أتجاوزَ القشور والسطوح وأدخل إلى العمق، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
لكي أَمْحو عن وجهي غبار الأيام المتعبة ودخانَ السنوات المحروقة، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
لكي أبقى جميلاً وشاباً، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
لكي لا ينتهي عصرُ رجال يكتبون على جباههم أسماءَ حبيباتِهم، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
لكي أَطرُدَ الحزن من عمق أعماقي، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
لكي يزولَ الحاجزً بين فراشة الفضاء والوردة البريّة، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
لكي أُلاعبَ النجوم، وأغفو في ربيع الأحلام، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
لكي أُعَمِّرَ لي بيتاً زاهراً بالفرح، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
كي تَنتفضَ فِيَّ زهرة الجبل المتمرِّد، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
كي لا تتحوَّل المرأة دفتر مذكّرات أو صورةَ بدون ملامح، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
كي لا أُصبحَ قصيدةً يتيمة، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
كي تَحميني العذراءُ من كل حقْد وحسَد، أَقولُ: “أُحِبُّكِ”.
و… لكي أحيا، سأظلُّ أَقولُ: “أُحِبُّكِ”…”أُحِبُّكِ”…”أُحِبُّكِ”.
_________________________________________
*) الأربعاء المقبل- الحلقة الحادية والأربعون: الوزير جورج سكاف