الكلمة الأَحَبّ
ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟
للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.
كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟
هذه السلسلة: “الكلمة الأَحَبّ”، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و”لغات اللغة” انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.
بعد ستة وعشرين جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف أبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي وسمير عطالله وإلهام كلاّب البساط وأنطوان مسرّة وفاديا كيوان وريمون جبارة وسلوى الخليل الأمين وندى عيد وهنري العويط ومنير أبو دبس وندى الحاج، هنا الجواب السابع والعشرون من الأُستاذة الجامعية الدكتورة نجوى نصر.
هنري زغيب
email@henrizoghaib.com
____________________________________________
_______________________________________________
__________________________________________________
27) نجوى نصر: لم أجدْها
الأربعاء 29 كانون الأول 2010
في البدء كان…
ومنه النبع تدفّق فيض.
أنّى لي أن أنتقي منه الأَحَب؟
الكلمة الأحب؟ هنا قُدسيَّتُها.
قُدسيَّةُ الكلمة بالمطلق، وتالياً جميع الكلمات.
أتكون الحياة؟ الحب؟ الفضاء؟
أتكون الأرض؟ الأم؟ الصدق؟ الجرأة؟ السماء؟
كلمتي الأَحَبّ، وفي كل بساطة، هي التي حين أحتاجها أجدها.
وأنا دائماً أبحث عنها.
ما زلتُ أبحث عنها.
ولم أَجِدْها بعد.
أصعب الأمور أن نجد الكلمة الصحيحة التي تختزن الحلم،
أو تلك التي تختصر رفة الجناح،
أو تلك التي تومض رمشة العين.
تلك التي تختزل الذكرى.
تلك النوطة الواحدة من لحن يخترق الظلمة.
تلك الكلمة الواحدة التي تختصر جميع الكلمات.
عبثاً أبحث عن كلمتي الأَحَبّ التي توجز فرادة الآن.
التي تسبر عمق الحياة وتشطّط.
كلمتي الأَحب هي تلك الكلمة التي:
أكتُمُها حين النبرةُ أبلغُ معانيها.
حين جِرْسُ أصواتها أَجرأُ مواقفها.
حين الصمتُ أجملُ وأَحَبُّ من البَوح بها.
___________________________________________
*) الأربعاء المقبل- الحلقة الثامنة والعشرون: هناء الصَّمدي نعمان (من باريس).