الحلقة 178: انطباعات من الصين (الْجزء الثالث): الألعاب الأولمبية قبل أَربع سنوات
(الأربعاء 20 تشرين الأول 2004)
لفتني في الْمدن الثلاث التي زرناها: بكين، نانْجين، وشانغهاي، تسويق الألعاب الأولِمبية عام 2008 في بكين.
بلى: منذ اليوم أخذ الصينيون يسوّقون سياحياً للألعاب الأُولِمبية، ببيعهم علاّقات مفاتيح وشعاراتٍ حِرَفيَّةً متنوّعة وقمصاناً قطنيَّةً عليها شعار الألعاب الأولِمبية ورمز مدينة بكين وأحرف 2008 بخطوط كبيرة، ومنمنماتٍ مُختلفَةً تَحمل في رسومها الألعاب الأولِمبية في بكين للعام 2008. وعجبتُ لِهذا التسويق الْمبَكِّر سيعود مدخولُهُ السياحي والاقتصادي دسْماً جرّاء تسويق الألعاب الأُولِمبية في بكين منذ اليوم ولأربع سنواتٍ مقبلة في الْمدن السياحية الكبرى هنا في الصين.
ولدى سؤالي بائعاً في كشكٍ سياحيّ، أجابني البياع بِما ترجمتْه لي مرافقتنا الصينية جوليا: “نَحنُ في الصين، نتطلّعُ الى ماضينا السحيق جداً في الْماضي، وتعلّمنا كيف نتطلّعُ الى الْمستقبل القريب والوسيط والبعيد، كي يكون حاضرُنا مليئاً بالعمل والْجهد والْحلم الْمتواصل الْمستمرّ”.
وانكفأْتُ غير مُعلِّق. ولدى عودتي في آخر النهار الى غرفتي في الطابق السابع والأربعين من هذا الفندق الصيني العالي في بكّين، وفتحيَ الإنترنت على موقع صوت لبنان لأُصغي الى نشرة السابعة والربع مساءً، كان الْخبر الأول أنّ اللبنانيين ما زالوا ينامون على وُعودٍ، ويصحون على مَجهولٍ لَم يتّضح بعدُ حول مصير الْحكومة”.
أربع وعشرون ساعةً في بلادي، ولا يعرف شعبي مصير حكومةٍ لا هي معلّقة ولا هي مطلَّقة، وهنا في الصين بدأوا منذ اليوم يتهيَّأُون للألعاب الأُولِمبية التي ستجري بعد4سنواتٍ في بكين.
هنا أربع سنواتٍ واضحة الْمعالِم يتهيَّأُ لها الشعب، وهناك في بلادي أربع وعشرون ساعة لا يعرف الشعب فيها مسبقاً مصير حكومته.
والى اللقاء غداً في انطباعٍ آخرَ من هنا، منَ الصين… إليكم بيروت.