الكلمة الأَحَبّ
ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟
للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.
كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟
هذه السلسلة: “الكلمة الأَحَبّ”، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و”لغات اللغة” انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.
بعد ستة عشر جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف أبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي، هنا الجواب السابع عشر من الكاتب والصحافي سمير عطالله. هنري زغيب
email@henrizoghaib.com
________________________________________
________________________________________________
_____________________________________________________
17) سمير عطالله: المسرَّة
الأربعاء 29 أيلول 2010
لعلّها كلمة “المسرّة”.
أرى فيها دعةً وسَماحاً ونقاء.
فيها كثير من البساطة والرواق والسكينة.
“الفرح”، بعكسها، فيه مغالاة وطمع.
“السعادة” فيها استحالةٌ وغلُوّ.
“المسرّة” قناعةٌ روحانية تعكس عمق العلاقة بالحياة والأهل والأصدقاء.
فيها مؤانسَةٌ، وفيها مَوَدّات، على ما يرفع سليم باسيلا نعمةَ الصداقة وصفاءَ العلاقات.
لأنه لا مسرّة في الوحدة، ولا في العزلة.
المسرّة مرتبة يبلُغها من استوَت حياتهم.
السعادة فَجَع وشراهة. شيء أنانيّ وخاص وليس يُبلَغ.
المسرّة سعة وشمول.
لا أحب الكلمات المتعالية، وأرفض أن أسَمّي “أنا” ضمير المخاطب. “أنا” ضمير المتوحشين.
تقول الآية “إن الله لا يحب كلّ مُختال فخور”.
لم أعرف مغروراً لم يسقط، لا في التاريخ العام، ولا في علاقتي بالبشر. وما المغرورون إلاّ شواذهم.
جعل الله المسرّة في متناولنا: نقيةً غير مُحمَّلة بالذنوب ولا بالإثم.
مكوّنة من البساطة والمحبة والمودّات.
باسمة لا مقهقهة. حييّة وخفراء ومترفعة.
رضى عن النفس وارتضاء بالغير.
في اختصار: ثواب أهل المحبة والمودّات.
___________________________________________
*) الأربعاء المقبل- الحلقة الثامنة عشرة: إلهام كلاّب البساط