هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

كلِّلوني بالأرْز

كلِّلوني بالأرْز

عُدْ إلينا

أضاعنا العنوانُ

وطني

يا العنوانُك الإنسانُ

حلّ غدرُ الزمان جرحاً بليغاً

وسنعصى

فليستبدَّ الزمانُ

هكذا نحنُ

– منذ كنا –

منارٌ

تشتهيه – لِمَحْقِهِ – الشطآنُ

كلما الجرح بلسَمتْه يمامٌ

عشَّشتْ في ندوبه الغربانُ

عُد إلينا

بدونِ أنتَ تَيَتَّمنا

وما عاد منك فينا أمانُ

فاختصرتَ الربيعَ ضَوعاً وميضاً

قبل هلَّ الشقيقُ والأقحوانُ

طعنةُ الأرض

لحظةٌ ليس تدري مَن لهَا خُلَّصٌ ومن خُوَّانُ

أمِنَتْ نوبة النواطير عهداً

والنواطير خوَّنوهم… فخانوا

***

أيُّ لبنان؟

كيف تَسألُ؟

هل يُسألُ عن أيٍّ تاجُهُ الصولجانُ؟

لا انفصامٌ ما بين جذعٍ وفرعٍ

نُسغُها من جذورها الأفنانُ

والجذورُ؟

استرحْ.

ربيبةُ أجيال فلن يستبيحها الغلمانُ

شامخٌ

(يجبَه العواصف مهما زمجَرت في أعبابه)

السنديانُ

أنا لبنان

تذكرون؟

أنا واحتُكم يومَ كرْمُكم عيدانُ

أنا شفافُكم وطعمُ هواكم

صوتُكم آن صوتُكم كتمانُ

فوحُ أحلامِكم ولونُ رؤاكم

دِفؤكم آن لا يَفيكم حنانُ

ذقتموني لأنَّ قمح حصادي أرْيحيٌ

وكان فيكم زؤانُ

إنما…

ساسني نواطيرُ جهلٍ فَصحَا حول غَفلتي الغيلان

يوم أمسيتُ وحديَ

استفردوني بقناعٍ يسعى به أفعوانُ

***

كيف يغوى على جبيني عِزٌ

وعلى هامتي يدوس جبانُ؟

بدمِ الحق أفتدي حق شعبي

أيُّ حق وبعضُ شعبي مهانُ؟

كيف للعدل أن يحرّرَ أرضي

حين يختلُّ دونه الميزانُ؟

هي أرضي

فهل سأشحذُ فيها وطناً

أو يَعُوزني استيطانُ؟

حرةً كُوِّنَتْ

سليلةَ مجدٍ

منذ روَّى رمالَها الأرجوانُ

لم تَكن قينةً

ولم تتعهرْ

لا تُداني القِيانَ إلاّ القِيانُ

أنا لبنان

فاحفظوني قوياً

قلبُكم لا يخونه الخفَقانُ

وأعيدوا إليَّ بعض وفائي

إن أضِعْ لفّكم بيَ التَيَهَانُ

كَلِّلوني بالأرز

إن جبيني لا تفِيهِ العروشُ والتيجانُ

***

قُل لهم يا لبنانُ

أيُّ شراعٍ ليس يجري إن صودر الربانُ

قُل لقُطاع دربنا

لن يَمروا ولو استفتكوا بنا واستهانوا

أنت أدرى بالآخِ تُخنَق فينا

أنت أدرى بما يجيد الهوانُ

سرطانُ الترابِ ليس عضالاً

كل خَونٍ في موطني سرطانُ

قُل لهم يا لبنانُ

أنت عليمٌ بالنوايا يبثّها الغيلانُ

فليزيدوا حلْباتنا ثيراناً

لا تخيف المصارعَ الثيرانُ

قل لهم يا لبنانُ

رُبَّةَ قولٍ منك فصلٍ فينهضَ العنفوانُ

قُل لغدر الزمانِ

مهما تمادى

قدرُ الثلج في غدٍ ذوبانُ

***

يا نجيي

وأرضُنا اليوم ثكلى

أثخَنتْها الجراحُ والأحزانُ

لستُ أبكي عليكَ مُلكاً مُضاعاً

ليس يبكي في عرسه المهرجانُ

عُدْ إلينا

يَعُدْ إلينا يقينٌ

وهجُهُ في ضميرنا عنوانُ

أنّ بعد الآلام فجراً جديداً لربيعٍ يطولُ فيه الأمانُ

كلُّ لبنانَ حبُّنا

كلُّ شبرٍ

كلُّ طفلٍ

لمجدهِ قربانُ

أُنجُ فينا، لبنانُ،

وانْجُ إلينا

نحن نبقى

وحِرزنا الإيمانُ

كلُ حقٍّ في الأرض

نحن صداهُ

كلُ حُبٍّ

في صدرِهِ لبنانُ.