هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

العودة إِلى سعيد عقل في
LAU “نقطة على الحرف” – الحلقة 1654
“صوت كلّ لبنان” – الأَحد 7 كانون الثاني 2024

مخطئًا كنتُ حين مرَّ ببالي أَنْ قد يكونُ غامَ وراءَ النسيان. فما أَعلنْتُ عن مؤْتمر “10 سنوات على غياب سعيد عقل” بتنظيم “مركز التراث اللبنانيّ” فيها غدًا الإثنين في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU، حتى تهاطَلَتْ تَتَابُعًا وسائلُ الإِعلام، تلفزيونيُّها وإِذاعيُّها وصحافيُّها وجمْعُ مواقعها الإِلكترونية، تستطلعُ وتَنشُرُ وتَبُثُّ وتُذيع الخبرَ موجَزًا أَو مُفَصَّلًا، ما شعرتُ معه كم كنتُ فعلًا مخطئَ الظنِّ أنَّ سعيد عقل،  بعد 10 سنوات على غيابه، غامَ في ضباب النسيان.

“هلق وقْتا” وسْط ما يجري في غزَّة وجنوب لبنان؟ يَزعقُ بعض السلبيين المتشائمين الـمُغْلَقي الرؤْية والطُموح.

نعم. “هلق وقْتا” أَكثرَ من أَيِّ وقت. لا إِذاعةَ مقاومةٍ أَو متابعةٍ أَمنيةٍ إِلَّا وتُهدُر فيها تكرارًا كلَّ يومٍ صرخةُ سعيد عقل:

“الآنَ الآنَ وليس غدًا أَجراسُ العودة فَلْتُقرَع… أَنا لا أَنساكِ فلسطين.. ويشُدُّ يشدُّ بيَ البُعْدُ”.

نعم “هلَّق وقْتا”، وليس أَبلغُ  وقعًا من قول سعيد عقل في قصيدته عن صديقه أَنطُون قازان:

“الجنوبُ اشمخْ به رأْسًا.. رضًا.. كانَ لبنانُ إِذا كانَ الجنوبُ”.

نعم “هلَّق وقْتا”، وكيف لا يكونُهُ، وسعيد عقل شَحَنَنا بالمقاومة العنيدة يوم صدَح قبل نصف قرن:

بلى: سنبقى، ويبقى فوق صخرته لبنان، قَهَّارَ مَن ما غيرُهم قُهِروا

وقالَ من خطرٍ نَمضي إِلى خطرٍ؟ ما هَمَّ؟ نحن خُلقْنا بيتُنا الخطَـرُ

نعم “هلَّق وقتا”، ومَن انتقدُوه حين طرَحَ الحرفَ اللاتيني وسيلةَ التكاتُب باللبنانية، همُ اليوم يتوسَّلون الحرفَ اللاتيني للتكاتُب لبنانيًّا على الشاشات الإِلكترونية.

لبعض هذا ولسواه، ينعقد مؤْتمر “عشر سنوات على غياب سعيد عقل” غدًا الاثنين في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU. وسوف يكون بيننا سعيد عقل قويَّ الحضور في غيابه الساطع، مع نخبةٍ رائعةٍ ممَّن يعرفون عُمْقيًّا سعيد عقل: مع مي الريحاني من واشنطن وعبدالله نعمان من باريس، ومن لبنان مع سهيل مطر وشوقي بزيع وزهيدة درويش جبور وهند أَديب وأَلكسندر نجار، وختامًا مع أُمسية غنائية من شعر سعيد عقل يقودُها المايسترو أَندريه الحاج وتؤَدِّيها كارلا رميا وأُوركسترا لبنانية مختارة.

هكذا نحفَظ في ذاكرتنا الجَماعية أَعلامَنا الكبار الذين هُم أَعمدةُ الوطنِ الخالدةُ الناشبةُ في الزمان. بلى: هُم، لا أَهلُ السلطةِ الهشَّة الذين هشَّمُوا بفسادهم الدولة فَهَشَّشُوها.

من موزار إِلى بيتهوفن إِلى تشايكوفسكي إِلى رافيل إِلى سائر المبدعين… ما يُبْقيهم أَحياءَ بيننا أَنَّ الأُوركسترات السمفونية والفيلهارمونية تُدرِج أَعمالهم تَوَاليًا في برامجها السنوية. هكذا “مركزُ التراث اللبناني” يُدرِج في برامجه السنوية استذكارَ الأَعلام المبدعين اللبنانيين، كي يَظلُّوا ماثلينَ في الذاكرة الجَمَاعية اللبنانية جيلًا بعد جيل.

بلى: بهم نَبقى، بهم نكبُر، بهم على الصعوبات نَقوى على ما قال سعيد عقل:

جبالُنا هي نحن… الريحُ تضْرِبها، نَقْوى… وما يُعطِ قصْفُ الرعد نختزنِ

ولهذا نختزن لقاءَنا الحيَّ به غدًا في الثالثة بعد الظهر في حَرَم الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU، مؤْتمرًا بعد الظهر وأُمسيةً غنائية، كي يَصُحَّ فينا ما بشَّر به سعيد عقل: “نتحدَّى الدُنيا شُعوبًا وأَمصارًا… ونبني أَنَّـى نَشَأْ لُبنانَا”.

                                                                                                                      هـنـري زغـيـب

email@henrizoghaib.com

www.henrizoghaib.com

www.facebook.com/poethenrizoghaib